وهذه الحساسية تسبب عدم القدرة على امتصاص العناصر الغذائية نتيجة للالتهاب والتلف الذي يصيب البطانة المعوية للمرضى المصابين عند أكل الأطعمة التي تحتوي على هذا البروتين (الجلوتين).
يسبب هذا المرض آلاماً في البطن واسهالاً وفقر الدم وهشاشة العظام.
تقدر الإصابة بهذا المرض بنحو 1 لكل 150 شخصاً، وذلك حسب الأبحاث الأميركية والأوروبية، إلا أنها تقل عن ذلك في منطقة الشرق الأوسط، حيث تصل إلى 1 لكل 250 شخصاً. علماً أن أعراض المرض قد لا تكون ظاهرة على المصاب بشكل واضح في كثير من الحالات، ويمكن أن تظهر في أي سن أو جنس، آخذين بالاعتبار أن أفراد عائلة المصاب هم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، لوجود تغيرات جينية وموسومات لدى الشخص المصاب.
كما أن هناك أشخاصاً أكثر عرضة للإصابة من غيرهم مثل مرضى السكري(النوع الأول) أو أمراض الغدة الدرقية أو متلازمة داون.
وبسبب قلة الامتصاص في الأمعاء، والتي تكون نتيجة تلف الطبقة الداخلية للأمعاء، يكون الإنسان معرضاً لفقر الدم بسبب نقص الحديد و هشاشة العظام بسبب نقص الكالسيوم وفيتامين "د". كما ذكرت بعض الدراسات الغربية إمكانية زيادة الاحتمال للإصابة ببعض الأورام الليمفاوية، إلا انه لم يدعم في نتائج الدراسات الأخرى.
أعراض المرض
ومن أعراض هذا المرض آلام البطن والإسهال، وفي بعض الحالات الجفاف. كما يتعرض المصاب لنقص الوزن والتهاب المفاصل والطفح الجلدي. وقد ينتج عن نقص معدل البروتين في الجسم تورم الأقدام، وقد يتسبب نقص بعض أنواع الفيتامينات إلى النزيف، وبعض الاضطرابات العصبية، وجفاف الجلد وتقرح الشفتين واللسان. وقد أوضحت بعض الدراسات احتمالات العقم لدى المرضى المصابين.تشخيص المرض
وعادة ما يتم تشخيص المرض بواسطة بعض الفحوصات الدقيقة للدم وعينات البراز، ولكن أفضل وأدق طريقة لتشخيص المرض تكون بعمل منظار للأمعاء الدقيقة (عن طريق الفم) واخذ عينة من الأمعاء، وذلك بواسطة الأطباء المتخصصين في الجهاز الهضمي، ومن ثم يتم الكشف مجهريا على هذه العينة ليتم التأكد من التشخيص، لأن التشخيص الدقيق مهم جداً، والعلاج يتطلب تغييراً جذرياً وصعباً في حياة المريض من الناحية الغذائية.العلاج
ويتمثل العلاج بتجنب المريض للمأكولات التي تحتوي على القمح والشعير. ولمعرفتي بصعوبة هذا الأمر حيث أن معظم الأطعمة المعلبة لا تخلو من القمح والشعير’ أحببت أن انوه إلى بعض الأطعمة المقبولة وغير المقبولة. كما أتمنى أن تحذو شركات المواد الغذائية مثيلاتها الأخرى بكتابة احتواء المنتج، أو خلوه من بروتين الجلوتين، وذلك مع المكونات على الغلاف الخارجي، حيث يسهم ذلك كثيراً في تقيد المرضى بالعلاج، لأنه علاج لمدى الحياة، وفي بعض الحالات قد يستدعي الأمر إضافة بعض الأدوية، ولكنها حالات نادرة جدا.الأطعمة المقبولة:
الأرز والذرة والبطاطس وفول الصويا والبقوليات بأنواعها والمكسرات.الخبز والمكرونة المصنعة من دقيق الأرز أو الذرة.
منتجات الألبان الطبيعية.
جميع أنواع اللحوم.
جميع أنواع الخضار والفواكه الطازجة.
الأطعمة الممنوعة:
القمح والشعير والجاودار والشوفان .معظم المنتجات المعلبة من نشويات ومنتجات الألبان والايسكريم واللحوم والخضار والنكهات والحلويات، ما لم يكتب عليها خالية من الجلوتين.
علما انه يوجد في معظم الدول المتقدمة جمعيات تكون على اتصال مستمر مع الجهات المعنية في الدولة ومع الشركات المنتجة للمواد الغذائية، لتوفير الخدمة المناسبة لهذه الفئة من المرضى، لكي يتسنى لهم العيش الطبيعي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق